شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
باب الفهم في العلم
باب الفهم في العلم.
حدثنا علي اسم> حدثنا سفيان اسم> قال: قال لي ابن أبي نجيح اسم> عن مجاهد اسم> قال: صحبت ابن عمر اسم> إلى المدينة اسم> فلم أسمعه يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلا حديثا واحدا قال: كنا عند النبي –صلى الله عليه وسلم- فأتي بجمار فقال: رسم> إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم. فأردت أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكت. قال النبي –صلى الله عليه وسلم- هي النخلة متن_ح> رسم> .
سبق هذا الحديث، أورده هاهنا للدلالة على تورع الصحابة عن كثرة الحديث؛ مخافة أن يقعوا في خطأ، وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر من الكذب عليه في أحاديث كثيرة ذكرها أو بعضها البخاري اسم> في هذا الكتاب؛ فلذلك كان كثيرون يتورعون من كثرة الأحاديث؛ مخافة أن يخطئ في كلمة أو يزيد أو ينقص أو ما أشبه ذلك، وهذا من الورع وإلا فإنهم قد يحدثون بأحاديث يذكرونها بالمعنى، لا باللفظ يعني: يحفظون المعنى الذي سمعوه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيؤدونه بقريب من اللفظ لا باللفظ وحده؛ لئلا يكتموا العلم ولينفعوا الأمة، ومع ذلك لا يكونون كاذبين؛ لأنهم حدثوا بما أو بقريب مما سمعوه.
ففي هذا أن ابن عمر اسم> -رضي الله عنه- في هذا السفر الطويل من المدينة اسم> إلى مكة اسم> ما حدث بحديث مرفوع، كان حديثه مواعظ وتعليم وإرشادات، وما أشبه ذلك غير هذا الحديث في قصة النخلة وكونها مثلها كمثل المؤمن كما سبق.
مسألة>